دو نکتۀ علمی
ضمن تسلیت ایام شهادت حضرت صدیقه کبری فاطمه زهرا سلام الله علیها ، دو نکتۀ علمی دیگر تقدیم میشود:
یک):
قال أبو نواس: أقمنا بها یوماً ویوماً وثالثاً * ویوماً له یوم الترحّل خامس
قیل: مراده من ذلک أنّهم أقاموا أربعة أیّام، ویا عجباً له یأتی بمثل هذا البیت السخیف الدالّ على العیّ الفاحش فی ضمن تلک الأبیات. [المثل السائر فی أدب الکاتب والشاعر 3: 24]
و أُجیب بـ: أنّ الأمر لیس کما ادّعاه ـ من أنّه أراد أنّهم أقاموا أربعة أیّام ـ، بل قد ذهب بعض المتأدّبین [مغنی اللبیب 2: 356] إلى أنّ المقام کان سبعة أیّام، بدلیل أنّه أقام یوماً ویوماً وثالثاً ـ فهذه ثلاثة أیّام ـ، ثمّ قال: و یوماً له یوم الترحّل خامس، فزاد الثلاثة أربعة أُخر خامسُها یوم الرحیل. و ما یشکّ صاحب الذوق أنّ هذه العبارة أحسن من قوله: أقمنا بها أُسبوعاً. وإن کان هذا أخصر فی اللفظ، ولکن ذلک له موقع.
سلّمنا أنّ المقام أربعة أیّام، و لکنّه کرّر ذلک لمعنى لم یوجد إلّا فی هذا التکرار، و هو أنّ المقام فی هذه الحالة مقام وصف لأیّام قطعها فی لذّة، فأخذ یعددها أفراداً غیر جملة و یقول: أقمنا بها یوماً و یوماً و یوماً کالمتلذّذ بهیأة کلّ یوم استحضرها فی ذهنه، و ما مرّ لهم فیها من أنواع اللذاذات و المسرّات. [نصرة الثائر على المثل السائر: 75]
دو):
إرسال المثل: هو أن یأتی المتکلّم فی بعض کلامه بما یجری مجرى المثل السائر ـ من حکمة، أو نعت، أو غیر ذلک ـ؛ کقوله تعالى: "إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِکُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا" [الإسراء (17): (7)]؛ "کُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَیْهِمْ فَرِحُونَ" [المؤمنون (23): (53)]؛ "مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ" [المائدة (5): (99)]؛ "قَلِیلٌ مِنْ عِبَادِیَ الشَّکُورُ" [سبأ (34): (13)]؛ "کُلُّ نَفْسٍ بِمَا کَسَبَتْ رَهِینَةٌ" [المدّثّر (74): (38)]؛ "کُلٌّ یَعْمَلُ عَلَى شَاکِلَتِهِ" [الإسراء (17): (84)]؛ "ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" [الحجّ (22): (73)]؛ "الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ" [یوسف (12): (5)] إلى غیر ذلک. الکلّیّات معجم فی المصطلحات و الفروق اللغویّة: 77.